ألقى مسؤول بوزارة المخابرات الإيرانية، في خطاب له، باللوم على "إيران إنترناشيونال" في ارتفاع الأسعار والتضخم والمشاكل الاقتصادية الأخرى في إيران، وادعى أنه بسبب أن القناة تقدم تقارير عن أسعار السيارات والعملة والدولار، فإنها متورطة في ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة.
وأشار المسؤول في وزارة المخابرات الإيرانية- في تسجيل صوتي مسرب- إلى عدم فاعلية النظام في خروج الاحتجاجات، مؤكدا بالمقابل على تأثير دور ما وصفه بـ"الاندساس والنفوذ في المؤسسات والليبرالية الاقتصادية في ارتفاع الأسعار بالبلاد".
وتابع قائلاً: "إيران إنترناشيونال" التي اعتادت الحديث عن أعمال الشغب من الصباح إلى المساء، تتحدث الآن باستمرار عن أسعار السيارات والعملات والدولار، من الواضح أنهم يتحركون بشكل مدروس".
ويبدو أن محاولة هذا المسؤول الكبير في وزارة المخابرات إلقاء اللوم على "إيران إنترناشيونال" في ارتفاع الأسعار في البلاد، ترجع إلى التقارير التي تنشرها هذه القناة عن وثائق سرية لمسئولي النظام الإيراني. بما في ذلك بداية شهر آذار (مارس) الماضي، عندما أعلنت "إيران إنترناشيونال" عن أزمة النظام في توفير السلع الأساسية.
وبحسب هذه الوثائق، حذر أمين سر مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، في رسالة "سرية للغاية" مؤرخة في 5 فبراير (شباط) 2023، موجهة إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، من أن نقص مدخلات الثروة الحيوانية أمر مقلق، واحتياطيات وإمدادات فول الصويا "حرجة للغاية".
في هذه الرسالة، تم التعبير عن مخاوف بشأن إنتاج "لحوم الدجاج والبيض واللحوم الحمراء والحليب ومنتجات الألبان"، بسبب نقص مدخلات الثروة الحيوانية.
وكشفت الرسالة أن القطاع الخاص الإيراني "لم يبرم عقوداً مع بائعين أجانب للأشهر المقبلة".
واستناداً إلى هذه الوثيقة السرية التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، كتب شمخاني: "مشكلتا القطاع الخاص هما ارتفاع سعر عملة نظام نيما من 24 ألف تومان إلى 28 ألفاً و500 تومان، وعدم تغيير سعر العملة بالريال المحدد لبيع هذه البضائع".
بالتزامن مع نشر هذه الرسالة من قبل "إيران إنترناشيونال"، نُشرت تقارير عن ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج في إيران، وأفاد نشطاء نقابيون أن الطلب على شراء هذه المنتجات البروتينية قد انخفض بشكل كبير بسبب ارتفاع سعرها.
وقد تناول المسؤول الأمني، في الملف الصوتي، الاحتجاجات الشعبية في السنوات الماضية، والتي يتعلق بعضها بمشاكل اقتصادية وفساد حكومي، وقال: "نعلم جميعًا أن المواطنين يعانون من صعوبات معيشية، وهناك أيضًا احتجاجات على القضايا الاقتصادية، والاختلاس، وأبناء المسؤولين، والتمييز، و... هذه المشاكل لم يتم حلها بعد.
الحكومة تعمل الآن بجد ونعلم أن لديها خططًا اقتصادية جيدة [لكن] لم تظهر بعد نتائجها على معيشة المواطنين؟".
وقال المسؤول الكبير في وزارة المخابرات إنه لا ينبغي تسمية هذه الاحتجاجات بعمل "اليهود أو الأعداء"، "هذه الاحتجاجات هي حول الكفاءة وعدم الكفاءة والنجاح والفشل [في خطط النظام] وما إذا كانت هناك خطة صحيحة أم لا."
وزعم أنه في الاحتجاجات يجب الفصل بين المواطنين المحتجين والقادة "الذين دربتهم أميركا"، وقال: "كان هناك 200 شخص في التجمعات بالمدن، بل كان عددهم في الواقع 195 شخصًا بالإضافة إلى 5 أشخاص تم تدريبهم من قبل أميركا. هؤلاء الـ195 شخصا منفصلون عن هؤلاء الخمسة".
وبالإضافة إلى الأسعار المرتفعة، أدلى المسؤول الكبير في المخابرات الإيرانية بادعاءات بشأن "البث المباشر للاحتجاجات على مستوى البلاد" على "إيران إنترناشيونال" و "بي بي سي".
وبحسب ما قاله هذا المسؤول، فإن القادة "المدربين" كانوا يحضرون الاحتجاجات في "وحدات من 5 أفراد"، كان أحدهم يردد هتافات ويجمع الناس، وآخر يقتل قوات الأمن، وشخص ثالث يضرم النار في مكان ما، وشخص آخر يستخدم البث المباشر على "إيران إنترناشيونال" و"بي بي سي".
وزعم أيضا أن "هذه الوحدات المكونة من 5 أفراد يتم إرسالها إلى جميع أنحاء البلاد لالتقاط الصور بالهواتف المحمولة. إذا ألقيتم نظرة على "إيران إنترناشيونال"، ستدركون أن صور الهواتف المحمولة هي التي يتم بثها من الصباح إلى المساء".
تأتي تصريحات المسؤول الأمني عن البث المباشر للاحتجاجات في "إيران إنترناشيونال" ووسائل الإعلام الأخرى في حين أنه مع تصاعد حركة "المرأة، الحياة، الحرية" بعد مقتل جينا (مهسا) أميني في حجز دورية الإرشاد في نهاية سبتمبر (أيلول) 2022، انقطعت الإنترنت بشكل متواصل ولم يكن لدى هذه القنوات التلفزيونية بثاً مباشراً من داخل إيران.