تشير إحصاءات من شركات تتبع ناقلات النفط إلى زيادة المبيعات "غير المباشرة" من النفط الإيراني والفنزويلي إلى الصين عبر سماسرة ماليزيين.
وتأتي ذروة دور السماسرة في بيع النفط الإيراني في وقت تظهر فيه إحصاءات الجمارك الصينية أن واردات النفط من إيران كانت صفرا في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.
وتشير إحصاءات الجمارك الصينية، التي صدرت أمس السبت 20 مايو (أيار)، إلى أنه في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023، زادت مشتريات البلاد من النفط من ماليزيا أكثر من 11 مرة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبلغت قرابة 14 مليون طن.
ووفقًا لتقارير سابقة لوكالات الأنباء الدولية- بما في ذلك "رويترز"، و"بلومبرغ"- فإن إيران تصدّر جزءًا كبيرًا من نفطها إلى الصين عبر سماسرة ماليزيين.
وقد بلغت ذروة تصدير النفط الماليزي إلى الصين في أربعة أشهر إلى نحو 14 مليون طن، بينما في نفس الفترة من عام 2018- عندما لم تكن العقوبات الأميركية قد تم فرضها على إيران بعد- كان تصدير النفط الماليزي إلى الصين 27 ألف طن فقط؛ بعبارة أخرى، تعادل 2 في المائة من حجم النفط الذي صدّرته إلى الصين في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.
وليس من الواضح بالضبط كم من هذا النفط المُصدَّر يعود إلى إيران وكم منه يعود إلى فنزويلا، لكن وفقًا لإحصاءات قسم تتبع ناقلات النفط في منظمة التحالف ضد إيران النووية، صدرت إيران نحو 960 ألف برميل من النفط إلى الصين يوميًا، أي ما مجموعه 15.7 مليون طن من النفط.
وبهذه الطريقة، يبدو أن جزءًا كبيرًا من نفط إيران ذهب إلى الصين عبر ماليزيا، والجزء الآخر ذهب إلى هذا البلدعن طريق سماسرة من دول أخرى أو من الصين نفسها.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة "رويترز" أن إيران تمنح خصمًا قدره 12 دولارًا لمصافي التكرير الصينية لكل برميل (حتى مع عدم احتساب تكلفة التحايل على العقوبات والسماسرة).
كما أفادت الجمارك الصينية أنه في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، انخفض إجمالي واردات هذه البلاد من إيران بنسبة 39 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وبلغ 1.5 مليار دولار.
واعتبارًا من بداية عام 2022، لم تُدرج الجمارك الصينية واردات النفط المباشرة وغير المباشرة من إيران في إحصاءات الجمارك. لذلك، يُظهر الانخفاض الكبير في صادرات إيران إلى الصين أن صادرات المواد الإيرانية الأخرى إلى هذا البلد قد تراجعت أيضًا بشكل حاد.
ومن ناحية أخرى، تظهر الإحصاءات الرسمية أن صادرات الصين إلى إيران زادت بنسبة 47 في المائة لتصل إلى 3.7 مليار دولار في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري.