تشير الإحصائيات الرسمية إلى انخفاض حاد في احتياطيات المياه في سدود إيران بسبب الإفراط في توليد الطاقة الكهرومائية في صيف هذا العام.
وتأثرت إيران بشدة من نقص المياه وفترات الجفاف الطويلة طوال عقدين من الزمن، في حين كانت تعاني من نقص كبير بالكهرباء في الصيف ونقص بالغاز في الشتاء.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) يوم الأحد 17 ديسمبر (كانون الأول)، أن الإحصائيات الخاصة بتشغيل السدود في البلاد تشير إلى أن حجم المياه في الخزانات ممتلئ بنسبة 40% فقط.
وتوضح الإحصائيات الرسمية أنه بينما زاد حجم تدفق المياه إلى السدود بنسبة 7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، زاد تدفق المياه من السدود بنسبة 22%. ونتيجة لذلك، انخفض احتياطي المياه لديها بمقدار مليار متر مكعب.
ولا توضح أي من الإحصائيات الحكومية أو البيانات الرسمية سبب سماح إدارة إبراهيم رئيسي بزيادة تصريف مياه السدود بنسبة 22%.
ومع ذلك، تظهر التفاصيل الواردة في بيانات وزارة الطاقة حول توليد الطاقة أن الحكومة عوضت بعض النقص في الكهرباء خلال فصل الصيف من خلال زيادة إنتاج الطاقة الكهرومائية من السدود بشكل كبير وعاجل.
وفي السنوات الأخيرة، لم تتمكن إيران من تحقيق أهدافها المتعلقة بنمو توليد الكهرباء، مما أدى إلى تفاقم نقص الكهرباء في البلاد.
وفي الأشهر السبعة الأولى من السنة المالية الحالية، التي بدأت في 21 مارس (آذار)، أطلقت إيران حوالي 1000 ميغاوات من محطات الطاقة الجديدة، منها 35 ميغاوات فقط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، و116 ميغاوات من "الدورة المركبة" بكفاءة عالية نسبيًا.
ويأتي هذا على الرغم من خطة حكومة رئيسي لإطلاق أكثر من 6000 ميغاوات من محطات الطاقة الجديدة هذا العام، نصفها من مصادر الطاقة المتجددة.
ويظهر أحدث تقرير لوزارة الطاقة أن توليد الطاقة الكهرومائية من سدود البلاد شهد قفزة بنسبة 57% في العام الإيراني الحالي (بدأ في 21 مارس/آذار) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى أكثر من 17 تريليون واط/ساعة.
وتأتي هذه الزيادة الكبيرة في توليد الطاقة الكهرومائية في حين زاد تدفق المياه إلى السدود هذا العام بنسبة 7٪ فقط مقارنة بالعام الماضي.
ونتيجة لذلك، أفرغت الحكومة خزانات السدود لحل جزء من عجز الكهرباء خلال فصل الصيف، مما أدى إلى تفاقم أزمة المياه في البلاد.
كما يشير التقرير الشهري الصادر عن وزارة الطاقة إلى أنه في حين استهدفت الحكومة إطلاق 6000 ميغاوات من محطات الطاقة الجديدة، تم تحقيق 15٪ فقط من ذلك في الأشهر الثمانية من العام الإيراني الحالي، حيث كانت جميع محطات الطاقة الجديدة تقريبا حرارية، وتعمل بكفاءة منخفضة باستخدام الغاز الطبيعي والمازوت والديزل.
وفي الأسابيع الأخيرة، أدى الاستخدام المكثف للمازوت في محطات الطاقة إلى تلوث شديد للهواء في البلاد، خاصة العاصمة طهران.
وبحسب تقرير سري أعدته وزارة النفط وحصلت عليه "إيران إنترناشيونال"، فإن إيران استخدمت 45 مليون لتر يوميا من المازوت و117 مليون لتر من الديزل في الشتاء الماضي بسبب نقص الغاز.
وفي هذا العام، استهدفت الحكومة إطلاق أكثر من 2600 ميغاوات من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولكن تم تحقيق 1٪ فقط من ذلك في الأشهر الثمانية من هذا العام.
وفي حين تتمتع إيران بـ300 يوم مشمس سنويًا، فإن مساهمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج الكهرباء في البلاد لا تزال عند حوالي نصف في المائة، حيث تشكل الطاقة الذرية ما يزيد قليلاً عن واحد في المائة.
وسلط إعلان نائب وزير الطاقة محمود كماني في 15 ديسمبر (كانون الأول) الضوء على نقص في الكهرباء بلغ 12000 ميغاوات هذا الصيف، وتوقع زيادة أخرى بنسبة 5% في العام المقبل.
وعلى سبيل المقارنة، تتفوق تركيا على إيران، حيث يزيد إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح 35 مرة، وقدرة توليد الكهرباء المتجددة 22 مرة عن محطة الطاقة النووية الإيرانية.
يذكر أن أكثر من ربع الكهرباء في تركيا مستمد من مصادر المياه، في حين أن هذا الرقم بالنسبة لإيران هو 6%.
إن مشكلة الكهرباء في إيران، التي تسببت في انخفاض إمدادات مياه السدود إلى ما دون النصف، تشير إلى مشكلة خطيرة.
وتؤدي العلاقة المعقدة بين إدارة الموارد المائية وإنتاج الطاقة إلى تفاقم ندرة الموارد الحيوية.