أدت أنباء الزيادة البالغة 34% بأسعار الإنترنت في إيران إلى ردود فعل واسعة النطاق بين الشخصيات السياسية والناشطين المدنيين ومستخدمي الفضاء الإلكتروني. وقد اعتبر العديد من المراقبين هذا القرار بمثابة خطوة نحو الحد من وصول الشعب الإيراني إلى الإنترنت قدر الإمكان.
وحذر وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في حكومة روحاني السابقة، محمد جواد آذري جهرمي، من أن "ارتفاع أسعار باقات الإنترنت وتكثيف التقييد سيوسع الفجوة بين المجتمع الإيراني والحكومة".
وأضاف جهرمي أن جعل الإنترنت أكثر تكلفة له "نتيجتان لا مفر منهما": "أولا، الحد من استخدام التكنولوجيا من قبل الناس، وخاصة الفقراء، ونتيجة لذلك، زيادة الفجوة الرقمية والظلم، وكلها سوف تتجلى في ارتفاع الاستياء الاجتماعي، وثانيًا، أصبحت حلول الاتصال بالإنترنت الحرة أكثر اقتصادية مثل Starlink".
يذكر أن "Starlink" هو مشروع أطلقته شركة "spaceX"، برئاسة إيلون ماسك، لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
وقال وزير الاتصالات السابق للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: لا تجعلوا من إيلون ماسك منقذًا للشعب الإيراني، عليكم برعاية أمتكم.
وأدلى جهرمي بهذه التصريحات بينما تم قطع الإنترنت عام 2019 وقُتل العشرات من المواطنين الإيرانيين خلال فترة وزارته.
وأعلنت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، يوم 29 سبتمبر عن زيادة بنسبة 34% على باقات مشغلي الإنترنت. وفي الوقت نفسه، أكد موقع "Digiato" المختص بأخبار التكنولوجيا، على أن النسبة المعلنة لزيادة الرسوم "غير مؤكدة"، حيث طالب مشغلو خدمة الإنترنت بزيادة الأسعار أكثر.
وكتب الناشط السياسي عباس عبدي حول ارتفاع تكلفة الإنترنت، على منصة "X": "عندما أصبح الطعام غاليا قالوا إنه بسبب الحرب في أوكرانيا أصبح غاليًا في جميع أنحاء العالم. والآن جعلوا الإنترنت أكثر تكلفة؛ لكنهم لا يقولون إن الإنترنت في العالم تزيد سرعته وتقل تكلفته".
يذكر أنه في إيران يشتكي مستخدمو الإنترنت بشدة من تقييد الشبكة والانخفاض الشديد في السرعة، وفي خضم الاستياء السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فكرت الحكومة الإيرانية في فرض المزيد من القيود على مستخدمي الفضاء الإلكتروني.