قال رئيس جمعية مقاولي البناء الاقتصادي في إيران، إيرج رهبر، إن نشاط الشركات الصينية في قطاع البناء الإيراني، مرتبط بالتخفيضات التي تقدمها طهران إلى بكين.
ولفت المسؤول الإيراني إلى المقترحات، التي تقدمت بها الصين في قطاع البناء؛ حيث تقترح بناء كل متر مربع في طهران بمبلغ 100 دولار فقط، مبديًا "شكوكه" حيال هذه المقترحات، واصفًا إياها بـ "الغريبة"، وأوضح أنه من المحتمل أن تكون هناك مقايضة مع النفط الإيراني.
وأوضح رئيس جمعية مقاولي البناء الاقتصادي، قائلاً: "أعتقد أن هناك شيئًا غير معلن في هذه القضية، وإلا فكيف يتم اقتراح مثل هذا السعر؟".
وأضاف: "ليست لديَّ معلومات عن تفاصيل الصفقات والتفاهمات بين الجانبين، لكن الرقم المعلن عنه ليس منطقيًا على الإطلاق، وقد تكون هناك قضايا أخرى لا نعلم تفاصيلها".
وتابع بالقول: "لا بد أن تكون هناك ميزة تشجع الصينيين للعمل في قطاع البناء"، معتقدًا أن هذه الميزة قد تكون مقابل شراء نفط إيران بسعر منخفض.
في السياق نفسه، قال الرئيس السابق لجمعية المهندسين في إيران، أحمد خرم، إن قضية حضور الصين في قطاع البناء والعقارات في إيران، قضية "سياسية"، معتبرًا أن الامتيازات التي تقدمها طهران لبكين في هذا الملف "غير مسبوقة".
وأضاف، أن هذه الامتيازات تعطيها إيران للصين، لكي تضمن موقفًا داعمًا من بكين في مجلس الأمن الدولي، حتى لا تصدر قرارات ضد إيران، لكن التجربة أثبتت أن روسيا والصين تقفان عمليًا مع الولايات المتحدة الأميركية ضد طهران.
ورأى أن "السماح للصين بالقيام بهذه المشاريع يعتبر إهانة للمهندسين الإيرانيين، وصفعة قوية في وجه الشعب الإيراني، وتجاهل سافر لمصالحه".
وأوضح المسؤول السابق أن نظام الجمهورية الإسلامية يوفر الوظائف والمهن للصينيين بأموال الإيرانيين.
وكشف أمين عام منتدى البنائين في إيران، رامين كوران، قبل أيام، عن عزم السلطات الإيرانية جلب عمال من الصين كانوا سجناء سابقين للعمل في قطاع العقارات بالبلاد.
وأوضح كوران، أن الحكومة الإيرانية لا تقدم معلومات "صادقة" عن نشاط الصين في قطاع البناء، ولا أحد يعرف طبيعة المحادثات والتفاهمات التي تحدث بين الجانبين.
وعلق وزير الطرق في حكومة الرئيس الأسبق محمد خاتمي أيضًا، على هذه الأخبار، وقال إن السلطات الإيرانية الحالية "تستعين بالصين للقيام بمشاريع البناء، لكنها في الوقت نفسه تقدم لها نفطًا بسعر أقل من السعر العالمي 30 بالمائة".
وقال عمدة طهران، علي رضا زاكاني، حول زيارته إلى الصين، إنه من المقرر أن يتم الشروع في بناء فنادق ومبانٍ وملاهٍ وحدائق في طهران بالتعاون مع الصين، ووفق تصميم "إيراني- إسلامي".