شهدت سوق الصرف الأجنبي، التي مرت بأسبوع ملتهب، رقمًا قياسيًا جديدًا، بعد ساعات من الهجوم، الذي شنته إيران على إسرائيل مساء أمس، السبت؛ حيث تجاوز سعر الدولار الأميركي 70 ألف تومان، وهيمنت الأجواء الأمنية على سوق العملات.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد تم تهديد بعض أصحاب مكاتب الصرافة بالاعتقال، وإغلاق مكاتبهم.
من ناحية أخرى، وصل سعر عملة تيثر، وهي عملة رقمية تعادل الدولار، إلى أكثر من 72800 تومان في إيران، مساء السبت.
وسجلت هذه العملة الرقمية 67 ألف تومان، في حوالي الساعة الثانية بعد ظهر اليوم، الأحد 14 أبريل، بانخفاض كبير.
ويُحظر على وسائل الإعلام وقنوات التليغرام إدراج الأسعار وتطورات السوق، بحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال".
وقالت القنوات، التي تواصل نشر أسعار العملات بشكل متواصل عن الاتجاه الهبوطي للأسعار في السوق الحرة، إن سعر بيع الدولار سجل نحو 67400 تومان، بعد ظهر اليوم.
واتبع الجنيه الأسترليني، الذي ارتفع إلى 87.500 تومان صباح اليوم، الأحد، اتجاهًا هبوطيًا في الساعات التالية من اليوم، واستقر عند 84.880 تومان في حوالي الساعة 2:00 ظهرًا، بتوقيت إيران.
وتشير التقارير، التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، إلى وجود رجال الأمن بشكل مكثف بين الوسطاء، مانعين إياهم من ممارسة أنشطتهم اليومية، كما يعلنون عن أسعار أقل من السوق، تحت ستار الوسطاء.
وبدأت وكالات الأنباء الحكومية، ووسائل إعلام محلية، في خطوة غير مسبوقة، نشر الاتجاه الهبوطي في أسعار السوق الحرة للعملات الأجنبية، اليوم الأحد، ووصفت وصول سعر الدولار إلى ما بين 66 و67 ألف تومان، بأنه "إنجاز النظام بعد الهجوم على إسرائيل".
وكتبت وكالة أنباء "إيرنا"، في تقرير لها، عند الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت إيران: "في الوقت الذي وصل فيه سعر بيع الدولار، الساعة الحادية عشرة صباحًا، في بداية تعاملات سوق فردوسي ومنوشهري، إلى 70 ألف تومان، سرعان ما انخفض السعر الحر للدولار، والآن، وفي أقل من ثلاث ساعات، سجل سعر بيعه نحو 66 ألف تومان".
واعترفت وكالة "مهر" للأنباء، اليوم الأحد، في مقال حول "ارتفاع سعر الدولار"، بأن سعر الدولار في السوق الحرة بلغ 68600 تومان، خلال الأيام القليلة الماضية.
وكتبت وكالة أنباء "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، في تقرير مماثل: "بعد الرد القوي على إسرائيل، لم ترتفع سوق العملة، بل دخلت في اتجاه هبوطي، خلافًا للتوقعات".
وأكدت هذه الوكالة تسجيل "أسعار فلكية" للدولار، في الأيام الماضية، خلافًا لنهجها الأسبوع الماضي، وبعد الهجوم الإسرائيلي على مبنى قنصلية إيران في دمشق، وأشارت إلى أن هذه "الارتفاعات الشديدة" انخفضت، وارتفع عدد بائعي الدولار، اليوم الأحد.
وتتجاهل وسائل الإعلام في إيران الأرقام الحقيقية للعملة في السوق الحرة، وتعتمد فقط على الأرقام التي تعلنها الحكومة و"مركز صرف العملات الأجنبية والذهب".
وأعلن هذا المركز، اليوم، الأحد، أن سعر الدولار سجل 43.567 تومان، وهو يختلف عن الأسعار التي أعلنتها وكالات الأنباء الحكومية هذا اليوم، بما لا يقل عن 25.000 تومان.
وترك تزايد التوتر بين طهران وإسرائيل، في الأيام الماضية، والمخاوف بشأن رد فعل إيران المحتمل على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق ومقتل قائدين وخمسة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، عواقب على الأسواق الإيرانية.
وبدأت جولة جديدة من الارتفاعات القياسية في أسعار الصرف بالسوق الحرة، وفي المعاملات عبر الإنترنت، بعد هذا الهجوم.
الجدير بالذكر أن سعر الدولار وصل إلى أكثر من 64 ألف تومان، بالتزامن مع اشتباك جماعة جيش العدل مع القوات العسكرية الإيرانية في محافظة بلوشستان، يوم الخميس الماضي، بسبب التوترات الناجمة عن هذا الهجوم.
ودخلت هذه الزيادة في الأسعار مستوى جديدًا مساء أمس، السبت 13 أبريل، بعد هجوم إيران على إسرائيل.
وشهدت سوق العملات المشفرة انخفاضًا كبيرًا في الأسعار، بعد هذا الهجوم.
وفقدت عملة البيتكوين أكثر من 8 بالمائة من قيمتها، وانخفض سعرها إلى ما دون 62 ألف دولار، في الدقائق الأولى من الإعلان الرسمي عن هذا الهجوم رسميًا في إيران وإسرائيل.
وألحقت هذه الهجمات أضرارًا بمنشأة عسكرية واحدة فقط في جنوب إسرائيل، وفقًا لآخر التقارير.
وقال مسؤولون إسرائيليون: إن إيران أطلقت، خلال هذا الهجوم، 185 طائرة مسيرة و36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض- أرض على إسرائيل.