بحسب تقرير بحثي، فقد تم توزيع أكثر من 47 ألف طن من الزيوت السائلة الملوثة ومنتهية الصلاحية في الأسواق الإيرانية، كانت المختبرات المتخصصة قد اعتبرت هذه الزيوت بأنها "منتجات غير صالحة للاستهلاك" و"غير قابلة للترخيص".
وفي الوقت نفسه، وفقًا لوكالة أنباء "إيلنا"، نفت الشركة التجارية الحكومية الإيرانية، الثلاثاء 7 مايو (أيار)، "توزيع 44 ألف طن من الزيت المسموم" في السوق، وأعلنت أنه "لا تدخل قطرة واحدة من زيت الطعام إلى البلاد دون إذن من منظمة الغذاء والدواء".
لكن الصحافي الاقتصادي، ياشار سلطاني، قال استناداً إلى 4 اختبارات رسمية أجراها خبراء أغذية ونشرها على موقعه الإلكتروني، إنه في عام 2021، كان الزيت الذي استوردته "الشركة الأم المتخصصة للتجارة الإيرانية"، وهي شركة حكومية لتوريد السلع الأساسية، غير قابل للتوزيع بسبب العوامل المتبقية للمبيدات الزراعية.
وأضاف أنه بعد مرور عام، ورغم انتهاء تاريخ صلاحية 91486 طنا من زيوت هذه الشركة، "إلا أن لجنة فنية اعتبرت النتائج التي تم الحصول عليها في العينات غير حاسمة"، ومن خلال تمديد تاريخ الاستهلاك لمدة 6 أشهر، قررت الإفراج عن نصف الشحنة.
وفي الوقت نفسه، كشف العديد من العينات أن شحنة الزيت الخاصة بهذه الشركة "غير صالحة للاستهلاك البشري" و"ملوثة بمبيدات الملاثيون، والدلتامثرين، والبيبرونيل بوتوكسيد، والبيريمفوس ميثيل".
وتظهر النتائج المخبرية، التي أجريت بالتناوب في محافظات هرمزكان وبندر عباس وقشم وطهران عام 2021، أن "مستويات الملاثيون والبيبرونيل بوتوكسيد والدلتاميثرين" لهذه الزيوت المستوردة لها "اختلافات كبيرة مع الحدود المسموح بها في إيران".
وبحسب هذا التقرير البحثي، فقد تم تفريغ الزيوت المستوردة الملوثة التابعة للشركة الأم التجارية المتخصصة الإيرانية في أغسطس (آب) 2021 على متن 3 سفن، هي: "غولدن توليب وأرمون وأتينام" في بداية وصولها إلى خزانات "فريكو" و"خليج فارس" في جمرك "شهيد رجائي" في بندر عباس.
وفي وقت سابق، وفي الأشهر الأولى من وصول الشحنة إلى إيران، وفي الفترة الفاصلة بين أخذ العينات الأولى والثانية، تم إخراج 4500 طن من هذه الشحنة من الصهاريج دون التنسيق مع جمرك "شهيد رجائي"، وتم تسليمها لشركات المواد الغذائية، لكن بـ"أمر قضائي تم منع استهلاك هذه المنتجات في المصانع المعنية لحين تحديد مقاييسها الصحية".
وفي وقت سابق أيضاً، كانت الزيوت الملوثة التي صدرت أوامر بجمعها من الأسواق، تم توزيعها إلى "شركة مارغارين، وشركة مشهد نوش بونه، وشركة حيات هرمزكان، وشركة غولناز للزيوت النباتية، وتعاونية تارا للأغذية، وشركة نرجس شيراز، وشركة فريكو إيران للمنتجات الزيتية، وشركة مريم طبرستان للزيوت النباتية".
وكتب هذا الصحافي، من خلال نشر وثائق مختبرية ومراسلات السلطات التجارية، "إن المنتج الذي اُعتبر ملوثاً بالسموم الزراعية بقرار نهائي من المختبرات الرسمية داخل إيران، تم السماح له بسهولة ومع مرور الوقت بدخول السوق، والأغرب أنه ولتسهيل هذا العمل تم أيضاً التلاعب بتاريخ انتهاء صلاحية المنتج، ودخول أكثر من 47 ألف طن من الزيت المسموم ومنتهي الصلاحية إلى سوق المواد الغذائية للإيرانيين بكل سهولة!".