تضمنت القائمة الوزارية المقترحة لتشكيل الحكومة، التي قدمها الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ترشيح عباس عراقجي وزيرًا للخارجية، حيث عمل مساعدًا لمحمد جواد ظريف في حكومة الرئيس الأسبق، حسن روحاني، ولعب بارزًا في مفاوضات الاتفاق النووي عام 2015، وهو معروف لدى الكثير من الإيرانيين.
وولِدَ عراقجي في طهران عام 1962، وقد حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كينت في بريطانيا، كما انضم إلى الحرس الثوري في بداية الثورة الإيرانية، مثل معظم قادة النظام.
وأصبح موظفاً في وزارة الخارجية عام 1989 بعد انتهاء خدمته في الحرس الثوري الإيراني.
وتحدث عراقجي، في مقابلة مع مجلة "بنجره" الإيرانية الأسبوعية، عام 2013، عن تلك الفترة، قائلاً: "تم تجنيدي في الحرس الثوري من قِبل أصدقاء حسين شريعتمداري (رئيس التحرير الحالي لصحيفة كيهان).. قلبي لا يزال هناك، الملابس المقدسة في تلك الأوقات مازلت أحتفظ بها جيدًا".
وأشار عراقجي، في مقابلته، إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، واصفًا إياه بأنه "كل شيء لدينا"، وأضاف: "بالنسبة لي، هو بالفعل أعلى من القائد وولي الفقيه. وبكلمة واحدة، هو سيدي، سيدي".
وأصبح عراقجي سفيرًا لإيران في فنلندا عام 1999، وبعد عودته عام 2003، ترأس الدائرة الأولى لأوروبا الغربية في وزارة الخارجية، ومن عام 2007 تم تعيينه سفيرًا لإيران في اليابان لمدة أربع سنوات.
وبعد عودته من اليابان، أصبح نائبًا لدائرة آسيا، وخلال فترة قصيرة تم تعيينه متحدثًا رسميًا باسم وزارة الخارجية الإيرانية.
وأصبح عراقجي، الذي اعتبر قاسم سليماني "قدوة إيران"، وحسن نصر الله "قدوة لبنان"، مساعدًا لوزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، للشؤون الدولية، مع تشكيل حكومة روحاني في فترتها الأولى، والمساعد السياسي لوزارة الخارجية في الفترة الثانية للحكومة نفسها.
ومع بداية مفاوضات الاتفاق النووي، انضم أيضًا إلى فريق التفاوض إلى جانب ظريف، ومنذ ذلك الوقت أصبح اسم عراقجي مشهورًا، وقد شارك أيضًا في المفاوضات النووية بين إيران والدول الغربية، خلال الفترة التي كان فيها علي لاريجاني وسعيد جليلي أميني سر المجلس الأعلى للأمن القومي.
وخلال مفاوضات الاتفاق النووي، اعتبره الكثيرون خيار خامنئي الموثوق به في فريق التفاوض النووي؛ ولم تكن التكهنات التي أكدتها التعيينات اللاحقة بعيدة عن الواقع.
وتم تعيين عراقجي سكرتيرًا لـ "المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية" بعد مجيء حكومة إبراهيم رئيسي، الذي كان له نهج خارجي مختلف تمامًا عن حكومة روحاني، وأجبر جميع أعضاء فريق ظريف على ترك وزارة الخارجية.
والمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية مؤسسة تم تشكيلها عام 2006 بأمر من المرشد الأعلى، ويتم تعيين أعضائها من قِبل خامنئي.
وقال كمال خرازي، رئيس هذا المجلس، في سبتمبر (أيلول) 2021: "كان رأي المرشد أن ينضم عباس عراقجي إلى المجلس، فتم تعيينه أمينًا له".
وفي الأيام الأخيرة من حكومة روحاني، ذهب إلى فيينا كرئيس لفريق التفاوض النووي، لدفع مفاوضات إحياء الاتفاق النووي مع إدارة جو بايدن، الرئيس الديمقراطي للولايات المتحدة؛ ولم تسفر المفاوضات بالطبع عن أي نتائج، وقال روحاني وظريف إن العراقيل الداخلية وتصرفات البرلمان كانت عائقًا أمام التوصل لاتفاق.