أكد خطيب صلاة الجمعة في طهران، أحمد خاتمي، أن إيران مستعدة للرد بقوة وحسم على أي هجوم من إسرائيل، مجددًا تصريحات لقادة الحرس الثوري الإيراني.
وقال خاتمي، خلال خطبة الجمعة: "إذا أقدمت إسرائيل على خطوة خاطئة، فستكون تحت طائلة عملية الوعد الصادق-3".
وأضاف خاتمي، الذي يُعرف برؤيته المتشددة، مستشهدًا بآيات قرآنية تحث على "الاستعداد العسكري والثقافي والاقتصادي والنفسي وعلى جميع الأصعدة".
وفي مدينة قم، أبدى إمام الجمعة الآخر، محمد سعيدي، وجهة نظر مماثلة، قائلاً: "إن التنازلات السابقة مع الخصوم أثبتت عدم فاعليتها".. مضيفاً: "للمقاومة ثمن، لكن ما يبقى وله قيمة ويرضي الله هو المقاومة".
وفي سياق متصل، أبدى آية الله حسين نوري همداني، أحد كبار رجال الدين الشيعة في إيران، قلقه إزاء الانقسامات الظاهرة داخل الحوزة العلمية، مشيرًا إلى أن بعض الأصوات قد تؤيد الاعتراف بوجود إسرائيل.
وأضاف نوري اليوم الجمعة: "لن نسمح، في ظل هذه الظروف الصعبة في لبنان وفلسطين، أن يتحدث البعض في الحوزة عما يُسمى دولة إسرائيل". وتابع: "يجب على الحوزة الحفاظ على تقاليدها الأصيلة والتأكيد على صون إيمان الشعب وعظمته، وأن لا يكون هناك انقسام داخلها".
وفي وقت سابق من هذا العام، وتحديدًا في أبريل (نيسان) الماضي، شنت إيران أول هجوم مباشر على إسرائيل، وأطلقت عليه اسم "الوعد الصادق"، وقد تم هذا الهجوم بأكثر من 350 طائرة مُسيّرة وإطلاق صواريخ، حيث اعترض التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، 99 في المائة منها، وفقًا لمصادر إسرائيلية.
أما الهجوم الإيراني الثاني، الذي وقع أول أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وأُطلق عليه "عملية الوعد الصادق-2"، فقد شمل 181 صاروخًا، وجاء انتقامًا لمقتل زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، في بيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران.
ورغم اعتراض معظم الصواريخ، فقد أصابت بعض الأهداف العسكرية، مما تسبب في أضرار طفيفة، وردًا على الهجوم الأول في أبريل، فقد شنت إسرائيل غارات جوية على موقع دفاع جوي في وسط إيران.
وفي الوقت الذي يُتوقع فيه هجوم إسرائيلي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كثفت طهران جهودها الدبلوماسية في المنطقة، بهدف تعزيز التحالفات مع الدول العربية المجاورة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، يوم الأربعاء الماضي، لأفراد سلاح الجو في قاعدة "حتسيريم" الجوية الجنوبية: "إن أي هجوم مضاد سيفرض ثمنًا باهظًا".. مضيفًا، في فيديو نُشر على منصة "X": بعد مهاجمتنا لإيران، سيفهم الجميع قوتكم".
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن دعمه ردًا إسرائيليًا على الهجوم الإيراني، في الأول من أكتوبر الجاري، لكنه أوضح أنه لا يؤيد هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية.