مر 100 يوم على مجيء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وحكومته الإصلاحية خلفا للأصولي إبراهيم رئيسي، الذي لقي مصرعه في حادث تحطم مروحيته، شمال غربي إيران، في 19 مايو (أيار) الماضي.
الصحف الصادرة اليوم الاثنين 11 نوفمبر (تشرين الثاني) حاولت تقييم أداء بزشكيان بعد مرور أكثر من 3 أشهر على وجوده في كرسي الرئاسة، وكان التقييم بطبيعة الحال متباينا وفقا لكل صحيفة وانتمائها السياسي.
الصحف الأصولية رأت أن أداء بزشكيان لا يزال متعثرا حتى الآن، مشيرة إلى كثرة الأزمات وآخرها أزمة الطاقة والانقطاع المبرمج للكهرباء، كما اتهمت بزشكيان بالضعف والتردد، وإن الإصلاحيين يضغطون عليه في رسم سياساته الخارجية.
في المقابل دافعت الصحف الإصلاحية عن الحكومة، ورأت أن الظروف التي تزامنت مع مجيء حكومة بزشكيان كانت عصيبة للغاية، إذ إن الرئيس الحالي بدأ بمواجهة الأزمات منذ يومه الأول، وتم الإعلان عن اغتيال هنية في طهران في اليوم التالي لأدائه اليمين الدستورية، وأعقب ذلك تصعيدا وتوترا بين طهران وتل أبيب، وانعكاسات ذلك على الداخل الإيراني.
صحيفة "جوان" الأصولية رأت أن الإصلاحيين الذين كان ينتقدون كل شيء في إيران سابقا بدءا من الغلاء، وارتفاع الدولار والذهب، والعقوبات وتلوث الجو والعلاقات الخارجية، التزموا الآن الصمت والسكوت، وباتوا يزعمون أن كل شيء أصبح رائعا، لا لشيء سوى أنهم باتوا أصحاب مناصب ومسؤوليات في عهد الحكومة الإصلاحية، حسب ما ذكرت الصحيفة.
أما صحيفة "جار سوق" الأصولية، والتي بدأت بالصدور مع مجيء بزشكيان، سخرت من الإصلاحيين الذين يشيدون بقرار الحكومة قطع الكهرباء بزعم منع تلوث الهواء، وقالت إن قطع الكهرباء عن المواطنين أيضا أصبح مصدر فخر وتباه لدى أنصار الحكومة ومسؤوليها.
أما صحيفة "سازندكي" الإصلاحية فحذرت من خطورة هذه الأزمة، وقالت إن إيران قد تواجه مصير كوبا في قضية الانقطاع طويل الأمد للكهرباء.
في شأن آخر أشارت بعض الصحف مثل "آرمان ملي" إلى الزيارة المرتقبة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لطهران يوم الأربعاء المقبل.
وكان غروسي قد أشار، في وقت سابق، إلى نيته زيارة إيران قريبًا لمناقشة برنامجها النووي المثير للجدل، معربًا عن أمله في تعاون إيجابي مع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.
صحيفة "آرمان أمروز" أيضا أشارت إلى هذه الزيارة وأهميتها، وعنونت بالقول: "غروسي مفتاح المفاوضات الغربية يزور طهران الأربعاء"، مؤكدة أن أي تحسن في مسار المفاوضات بين الغرب وإيران لا بد وأن يمر عبر بوابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها رافائيل غروسي.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": انتقاد انقطاع الكهرباء والآثار السلبية على التعليم والمستشفيات والانترنت والمصانع
انتقدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، قرار الحكومة المفاجئ بقطع الكهرباء عن المواطنين في فصل الخريف، وهو فصل لم يتعود الإيرانيون على العيش فيه بلا كهرباء، ما خلق صدمة لهم مضافة إلى كثرة الصدمات التي عاشوها في الأشهر القليلة الماضية، حسب تعبير الصحيفة.
الصحيفة لفتت إلى أن انقطاع الكهرباء يوم أمس امتد إلى المدارس، حيث أظلمت صفوف العديد من المدارس، ما جعل العملية التعليمية تواجه صعوبة شديدة، والأهالي بدأوا يقلقون على مستقبل أطفالهم الدراسي في ظل هذه الأزمة الجديدة.
ونقلت الصحيفة كلام بعض المواطنين الذين يشكون من هذه الحالة، حيث قال أحدهم: "انقطاع الكهرباء يعني توقف أجهزة التدفئة في فصل الشتاء، انقطاع الانترنت، وقوع الخلل في عمل المستشفيات والمصارف والمدارس وتوقف المصانع عن العمل".
كما انتقدت الصحيفة عدم التزام الحكومة بما وعدت في هذا المجال، حيث أكدت أنه سيتم التبليغ عن موعد ومناطق انقطاع الكهرباء، لكن ووفقا لتقارير المواطنين فإنهم واجهوا انقطاع الكهرباء دون أن يتم تبليغهم عبر رسائل نصية أو عبر نشر قائمة على موقع شركة توزيع الكهرباء مثلما وعدت الحكومة بذلك.
"اعتماد": هل ستغير إيران عقيدتها النووية؟
أشارت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية في تقرير لها إلى عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والسياسة التي سيعتمدها تجاه إيران، ونقلت عن تقارير غربية إن سياسته المتوقعة تجاه طهران هي زيادة الضغوط الاقتصادية في اليوم الأول من وصوله إلى البيت الأبيض، من أجل إنهاء حالة الفوضى في الشرق الأوسط التي سببتها إدارة بايدن الديمقراطية.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين سابقين قالوا لصحيفة "بوليتيكو" إن فريق ترامب يدرس خططًا لفرض موجة جديدة من العقوبات الاقتصادية الصارمة على إيران، ومحاولة قطع صادرات طهران النفطية، وأضافوا أن ترامب سيعيد تعريف ما يسمى باستراتيجية "الضغط الأقصى" تجاه إيران.
الصحيفة أشارت إلى أوراق إيران لمواجهة هذه الحالة، وكذلك التهديدات الإسرائيلية بضرب المواقع النووية الإيرانية، وقالت يبدو أن فكرة تغيير الاستراتيجية والعقيدة النووية بدأت تأخذ مكانها من اهتمام المسؤولين في إيران، مشيرة إلى تصريحاتهم السابقة حول الموضوع، حيث أكدوا أن قضية إعادة النظر في العقيدة النووية لم تعد سرية، ولم تعد طهران تجامل الدول الغربية في ذلك، كون هذه الدول لم تراع مصالح إيران ومخاوفها.
كما لفتت الصحيفة إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين تحدثوا عن دراسة طهران لزيادة نطاق صواريخها الباليستية، بجانب التفكير في تغيير العقيدة النووية ردا على ما تتعرض له من ضغوط.
ونقلت الصحيفة تصريح النائب عن مدينة طهران في البرلمان أحمد نادري حول تقارير تحدثت عن اختبار إيراني لصاروخ باليستي عابر للقارات، حيث قال نادري: "يُزعم أن إيران اختبرت وأطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات من مدينة شاهرود. وبطبيعة الحال، هذه ليست مسألة جديدة، وإجراءاتنا العسكرية في تطوير الصواريخ كانت ولا تزال هي نفسها. ولكن ما ينبغي لنا أن نفعله قريباً (وقد تأخر الوقت بالفعل) هو الاختبار النووي والإعلان الرسمي عنه. وهذا يعني أقصى قدر من الردع".
"هم ميهن": أداء بزشكيان بعد 100 يوم.. ليس مبهرا وليس فظيعا
الكاتب الإصلاحي أحمد زيد آبادي قال في مقاله بصحيفة "هم ميهن"، تعليقا على مرور 100 يوم على حكومة بزشكيان، إنه لا يمكن أن نعطي درجة ممتازة لبزشكيان خلال هذه الفترة، فأداؤه لم يكن مبهرا، لكنه لم يمكن فظيعا وفاشلا، حيث دأب خلال هذه الفترة على جعل الحكومة تسير في اتجاه معتدل ومتزن.
كما أشاد الكاتب بسياسة بزشكيان في ما يتعلق بفكرة "الوفاق الوطني"، وإشراك خصومه السياسيين معه في الحكم، حيث جنب ذلك- حسب الكاتب- الصدامات والمؤامرات التي تحاك لإفشال الرئيس ومنعه من تحقيق أهدافه.