عاد ملف الحجاب في إيران إلى الواجهة من جديد، بعد عودة شرطة الأخلاق هذه المرة بشكل أقوى وأكثر شراسة، حيث انتشرت عناصرها بشكل كبير في المدن محاولين إجبار النساء على الانصياع لقرارات السلطة حول الحجاب.
صحف مثل "اعتماد" أشارت إلى الجدل الداخلي بين التيار الأصولي بين مؤيد ومنتقد لهذه الإجراءات، ولفتت "اعتماد" إلى وصول هذه الخلافات إلى "بيت المرشد" نفسه، بعد تصريح أحد أعضاء مكتب خامنئي وادعائه أن المرشد يعارض ما تقوم به الحكومة و"شرطة الأخلاق" هذه الأيام.
الصحيفة حاولت الادعاء بأن خامنئي ليس راضيا حقا عن تصرفات التيار المتشدد تجاه النساء، وهي محاولة يبدو أنها غير مقنعة أو منطقية، إذ إن الجميع قد سمع قبل أيام تصريحات خامنئي الداعمة بشكل قاطع لإجراءات شرطة الأخلاق والثناء عليها، وتشديده على ضرورة أن تلتزم النساء بقوانين الحجاب الإجباري.
صحيفة "أبرار" نقلت تصريحات وانتقاد نواب في البرلمان لإجراءات الحكومة، وقالت إن وزير الداخلية تسلم تحذيرا من أعضاء البرلمان حول إجراءات الحجاب، حيث انتقدوا طريقة تعامل شرطة الأخلاق مع السيدات في الشوارع والأماكن العامة، والتي رافقها عنف واعتداءات وإساءة متزايدة وغير مبررة.
في شأن آخر تناولت بعض الصحف ضرورة أخذ الدروس من التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، ورأت أن البلاد أصبحت أقرب إلى الحرب أكثر من أي وقت مضى، في وقت هي أحوج ما تكون إلى السلام والاستقرار لمعالجة الأزمات الداخلية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
على صعيد الأزمة الإقليمية والتصعيد الأخير رأت بعض الصحف أن المرحلة الحالية هي مرحلة "السكون والاستقرار النسبي"، وطالبت الأطراف بإيجاد حلول حقيقية لتجنب تكرار هذه الأحداث.
أما الصحف المقربة من النظام فنقلت تصريحات خامنئي حول الهجوم الأخير، حيث أشاد بما قامت به إيران، دون أن يتناول ماهية الإنجازات والمكاسب التي تحققت مقابل قصف القنصلية الإيرانية، وقتل القادة الكبار للحرس الثوري في سوريا.
خامنئي رأى، كما نقلت صحيفة "ستاره صبح"، أن عدد الصواريخ والأضرار التي نجمت عن هجوم إيران ضد إسرائيل "مسألة ثانوية"، وأن "القضية الأساسية هي ظهور قوة إرادة الشعب الإيراني والقوات المسلحة على الساحة الدولية وإثباتها".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": على إيران أن تعيد النظر في سياستها الخارجية
رأى الكاتب السياسي ورئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، أن الهجمات المتبادلة مؤخرا بين إيران وإسرائيل لم تكن عبارة عن حرب مكتملة الأركان، بقدر ما كانت محاولة من الطرفين لإرسال الرسائل إلى بعضهما البعض.
ولوح الكاتب في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" إلى ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية في التصدي للأهداف، وقال: سواء كان الأمر كما ادعى وزير الخارجية ووصفه الهجمات الإسرائيلية بأنها "ألعاب نارية" أو كما ذكرت مصادر غربية من أن طائرات "إف 35" أطلقت صواريخ نحو الأهداف الإيرانية، وأصابت أهدافها بقوة، فإن الثابت هو أن إيران ستنظر جديا في منظومتها الدفاعية بعد هذه الهجمات.
كما لفت الكاتب إلى أن المرحلة الراهنة هي مرحلة "سكون الأزمة"، ويجب في هذه المرحلة أن تنظر طهران بشكل جدي في سياستها الخارجية، والأسباب التي أدت إلى وصول الأوضاع إلى الحالة الراهنة.
"اعتماد": إيران أبلغت إسرائيل بشكل غير مباشر بهجومها قبل 3 أيام من الهجوم
الكاتب والمحلل السياسي، إحسان هوشمند، قال إن مواقف وتصريحات المسؤولين الإيرانيين حول الهجوم على إسرائيل قبل أيام تؤكد عدم رغبة طهران بتوسيع الصراع مع إسرائيل، لافتا إلى أن تصريحات عبد اللهيان حول إخبار دول في المنطقة قبل 3 أيام من الهجوم يظهر أن طهران أرادت أن تبلغ هذه الدول تل أبيب بقرار إيران، وبالتالي تقضي على عنصر المفاجئة الذي قد يترتب عليه تصعيدا وعدم إمكانية الاحتواء.
وشبه الكاتب سلوك إيران في الهجوم على إسرائيل بنفس السياسة التي سلكتها طهران في مهاجمة قاعدة "عين الأسد" في العراق، ردا على مقتل قاسم سليماني، حيث شهدت هي الأخرى تنسيقا بين طهران والطرف الآخر قبل الهجوم لتقليل الخسائر والأضرار.
كما أكد الكاتب في مقاله بصحيفة "اعتماد" أن هاتين الحادثين تؤكدان أن طهران لن تنجر بسهولة إلى صراع أوسع، ولن تدخل حربا مع الأطراف الأخرى.
وتساءل الكاتب عن سبب استمرار حالة القطيعة الدبلوماسية وغياب العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وقال: "إذا كان الطرفان لا يرغبان في توسيع الخلافات والصراع بينهما لتصل إلى حد الحرب والمواجهة المباشرة، لماذا إذن لا تتم معالجة الأزمة بينهما؟ لماذا يستمر الخلاف على وتيرته دون أن يؤدي إلى حرب واسعة؟ أليس هذا تناقضا وازدواجية؟".
"جوان": إظهار الخلافات داخل بيت المرشد حول إجراءات شرطة الأخلاق يضعف مكانة خامنئي
سلطت صحيفة "جوان" الضوء على الجدل الدائر في إيران هذه الأيام حول الحجاب الإجباري، بعد نشر عضو في مكتب المرشد تغريدة يدعي فيها أن خامنئي يعارض الإجراءات الأخيرة ضد النساء فيما يتعلق بموضوع الحجاب.
الصحيفة أشارت إلى ردود الفعل حول هذه التغريدة، وحذرت من تنامي الخلافات داخل مكتب المرشد، حيث يظهر خامنئي في تصريحات مؤيدة للحجاب الإجباري، وبعد ساعات يخرج أحد ممثلي مكتبه ليؤكد معارضته للمخالفات التي تمارسها "شرطة الأخلاق" بحق النساء.
الصحيفة قالت إن هذه التناقضات قد يصبح وسيلة بيد "الأعداء" لتضخيم نطاق مثل هذه القضايا، وترويجها باعتبارها خلافات وأزمة داخل بيت المرشد نفسه.
وكانت صحيفة "كيهان" يوم أمس الأحد قد هاجمت العضو في مكتب المرشد، مهدي فضائلي، الذي صرح بأن خامنئي غير راض عن إجراءات شرطة الأخلاق الأخيرة، وكتبت "كيهان" أن فضائلي ليس متحدثا باسم المرشد، وأكدت في المقابل أن المرشد مؤيد لكل ما تقوم به المؤسسات الأمنية تجاه النساء.
صحيفة "جوان" التي يبدو أنها تنتقد إصرار صحيفة "كيهان" على تفنيد كلام فضائلي، قالت إن هذه المحاولة من الرافضين لهذه التصريحات تتجاهل حقيقة أنه وفي حال صح كلامهم فهذا يظهر أن المرشد خامنئي ليس لديه السلطة للإشراف على المسؤولين في مكتبه، بحيث يخرجون بتصريحات ومواقف تعارض توجهه وقناعاته.