عكست بعض الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم، تداعيات قرار محكمة الثورة في أصفهان، بإعدام المغني والفنان الإيراني المعروف محليًا وعالميًا، توماج صالحي؛ بسبب دعمه للاحتجاجات والانتفاضة الشعبية الأخيرة.
وكتبت صحيفة "جهان صنعت"، في تقرير لها، بعنوان: "مطالب بإلغاء حكم الإعدام ضد توماج صالحي"، ونقلت مواقف شخصيات داخلية وخارجية تطالب السلطات بالتراجع عن قرارها بإعدام "صالحي"، مؤكدة أن الأغلبية العظمى من الإيرانيين ترى "صالحي" ممثلًا لها وفنانًا صاحب رسالة، وأن معارضته بالفن والكلمة للنظام، لا تخوِّل السلطة المضي في قرار إعدامه.
كما انتقدت صحيفة "اعتماد" توقيت هذا القرار، وقالت إنه جاء بعد أيام قليلة من التوتر الأمني بين إيران وإسرائيل، وكأنه جاء بهدف إنهاء حالة التكاتف والوحدة المطلوبة أمام هذه التهديدات الخارجية.
واهتمت صحف أخرى بقضية الحجاب الإجباري، واستمرار السلطة في خطتها الجديدة، رغم الانتقادات والاحتجاجات عليها؛ كونها تنتهك حقوق المواطنين من النساء والفتيات، وتخلق شرخًا مجتمعيًا، في حين أن البلاد أحوج ما تكون إلى الوحدة والتكاتف، أمام التهديدات الخارجية والأزمة الاقتصادية الطاحنة.
وأشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى تصريحات قائد الشرطة في إيران، أحمد رضا رادان، الذي أشاد فيها بموقف رئيس الجمهورية ورئيس القضاء من إجراءات شرطة الأخلاق الجديدة، وقال إنني أشهد بأن الرئيس ورئيس السلطة القضائية كان لهما موقف داعم لمشروع الحجاب الإجباري الجديد.
كما غطت صحف عدة الاحتجاجات الداعمة لغزة في الجامعات الأميركية، ولفتت إلى طريقة تعامل الأمن معها، معتبرة ذلك دليلًا على ازدواجية الغرب في التعامل مع حرية التعبير وحقوق الإنسان؛ حيث تجاهلت الولايات المتحدة هذه الشعارات، عندما أصبح الأمر متعلقًا بإسرائيل، وإدانة ما تقوم به في قطاع غزة منذ 6 أشهر.
ونشرت صحيفة "خراسان"، المقربة من الحكومة، صورة لاعتقال مجموعة من قوات الشرطة الأميركية طالبًا متظاهرًا، وعنونت عليها بالقول: "الغرب دون غطاء".
ونظرت صحف أخرى إلى زاوية مختلفة؛ حيث ذكرت أن ما تمر به غزة حرَّك الجامعات الغربية والأميركية، في حين أن الجامعات العربية والإسلامية لم تظهر اهتمامًا وموقفًا بمستوى الحدث وما تعيشه غزة وفلسطين.
وكتبت صحيفة "ستاره صبح" وقالت: "دفاع الطلاب الأميركيين عن غزة وصمت طلاب الدول العربية والإسلامية"، مشددة على ضرورة أن تكون الجامعات في البلاد العربية والإسلامية سباقة لمثل هذه المواقف الإنسانية النبيلة.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": هجوم إيران على إسرائيل أتى بنتائج عكسية
قال مدير تحرير صحيفة "ستاره صبح"، علي صالح آبادي: على الرغم من أن الهجوم الإيراني، شكل منعطفًا في الصراع بين طهران وتل أبيب؛ فإنه وحَّد جبهة إسرائيل أكثر من السابق، وعادت الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وفرنسا وبريطانيا من جديد؛ لتقف وبقوة بجانب إسرائيل، بعد أن كانت قد ابتعدت عنها نسبيًا، قبل ذلك.
وأضاف أن البرلمان الأوروبي وافق بأغلبية الأصوات على قرار ضد إيران، ودعا إلى فرض عقوبات جديدة، وتصنيف الحرس الثوري في قوائم الإرهاب.
وأشار إلى أن الكونغرس الأميركي قد صادق على "قانون مهسا" أميني، الذي سيتم بموجبه فرض عقوبات على قادة النظام في إيران، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي، ورئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي.
وأوضح أن الخزانة الأميركية فرضت أيضًا عقوبات جديدة ضد إيران، وكل هذه المواقف والإجراءات الأوروبية والأميركية تمت بفضل الهجوم الإيراني على إسرائيل، مؤكدًا أن جميع هذه العقوبات تستهدف موائد الشعب الإيراني ووضعه المعيشي.
وختم الكاتب بالقول: إن سياسة الشعارات والتهديدات، التي انتهجتها إيران لم تأتِ بثمار نافعة، وإنما كانت آثارها سلبية. وأضاف: "إما أن تضربوا حقًا وتنفذوا وعودكم، وإما أن تتركوا هذه السياسة وتنتهجوا الواقعية، وانظروا لهذه الواقعية على أرض الواقع وليس في الأحلام".
"جهان صنعت": الهجمة على النساء تضر بالنظام ومكانته وستؤدي إلى صدام مجتمعي
قال الناشط السياسي وعضو حزب كوادر البناء، علي محمد نمازي، في تصريحات نقلتها صحيفة "جهان صنعت"، إن ما نشاهده هذه الأيام من هجمة شرسة لشرطة الأخلاق ضد النساء في الشوارع والمدن الكبرى، لاسيما طهران أمر يدعو للقلق الشديد.
ولفت الكاتب إلى أن الإيرانيين هذه الأيام يشاهدون هجوم مجموعة من الرجال على امرأة واحدة، ويحاولون اعتقاله بالقوة والعنف، مؤكدة أن مثل هذه المشاهد تضعف بشدة مكانة النظام الحاكم.
وأوضح نمازي أنه وفي حال استمرت هذه المواقف المتطرفة والخارجة عن المنطقة، فإننا سنشهد صدامًا مجتمعيًا في البلد، منوهًا إلى أن شرطة الأخلاق بدأت هذه الخطة الجديدة دون وجود رخصة قانونية؛ حيث لايزال مشروع قانون الحجاب يُدرس من قِبل المؤسسات المعنية، وعلى رأسها مجلس صيانة الدستور، الذي ذكر وجود العديد من الملاحظات على المشروع، ولم يوافق عليه بعد.
وطالب الناشط السياسي، السلطات، التي تصر على تطبيق السياسة الجديدة بتزويد الإعلام بالمستندات القانونية التي تخولها القيام بمثل هذه الممارسات والأعمال ضد النساء.
"اعتماد": مَنْ المستفيد من إجراءات القمع ضد النساء وحكم الإعدام ضد "توماج صالحي"؟
وتساءلت صحيفة "اعتماد" عن سر تزامن الهجوم على النساء في إيران، وقرار إعدام الفنان توماج صالحي، مع الأحداث العالمية المتضامنة مع غزة، والتي تشكل ضغطًا على إسرائيل، لافتة إلى أن بعض المواقف والسياسات الإيرانية في الداخل توحى بأنها تهدف لصرف الأنظار عن إسرائيل وإعادة الضغط على إيران بشكل متعمد.
وتساءلت الصحيفة عن دور الحكومة ووزارة الداخلية في هذه الأحداث المتزامنة، والمستفيد من ورائها، وخلصت إلى أن "الجمهورية الإسلامية (بسبب سياساتها الخاطئة) تعد أكبر عدو للجمهورية الإسلامية نفسها"، في إشارة إلى أن تبعات هذه السياسات الخاطئة، وتوقيتها الخاطئ، ستعود وبالًا على النظام نفسه.