رحبت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 8 مايو (أيار) بالإعلان عن اتفاق طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على استئناف العمل بالاتفاق السابق الذي توصل إليه الجانبان عام 2023 أو ما يسميه الإعلام الإيراني بـ"البيان المشترك" بين إيران والوكالة.
صحف إصلاحية دعت النظام إلى مزيد من المرونة في التعامل مع الوكالة، مؤكدة أنها الطريق الأسلم لحلحلة الأزمة النووية الإيرانية، وعلاج توتر علاقات طهران مع العالم.
وعنونت صحيفة "شهروند" بالقول: "فتح نافذة جديدة في ملف إيران النووي بعد زيارة غروسي"، مشيرة إلى إحياء الاتفاق السابق بين إيران والوكالة، وتداعيات ذلك على التعاون المستقبلي بين الجانبين.
في المقابل نجد صحف النظام والمقربة من الحرس الثوري مثل "جوان" تدعو الوكالة الدولية إلى عدم الاعتماد على الدعاية الإسرائيلية فيما يتعلق بملف إيران النووي، وكتبت الصحيفة في مانشيت اليوم الأربعاء: رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لغروسي: لا تختلقوا "الإسرائيليات".
وانتقدت صحيفة "مردم سالاري" ما أسمته محاولات عرقلة التيار المتطرف في إيران التوصل إلى اتفاق بين طهران والوكالة الذرية، وقالت إن مشروعا سابقا للبرلمان الإيراني بإشراف من قبل التيار المتشدد هو الذي أفسد العلاقات سابقا بين إيران والوكالة. وهؤلاء المتطرفون لا يزالون في مناصبهم، وقد تعزز وجودهم الآن، ما يعني أن الاتفاق بين الجانبين لا يزال بعيد المنال، ويواجه عراقيل كثيرة.
على الصعيد الاقتصادي تناولت صحيفتا "آسيا" و"جهان أمروز" المعنيتان بالشؤون الاقتصادية حالة العملة الإيرانية و"اضطرابها المستمر"، وموقف الشارع الإيراني من هذا الوضع، حيث يلجأ المواطنون باستمرار إلى الاحتماء بالعملات الأجنبية والذهب للحفاظ على ممتلكاتهم وأموالهم.
في شأن غير بعيد أشارت صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد الإيراني، إلى الإضرابات التي قام بها أصحاب محال بيع الذهب والمجوهرات في إيران احتجاجا على إصرار الحكومة إجبارهم على تسجيل ممتلكاتهم ومدخراتهم من الذهب في نظام إلكتروني تابع للحكومة.
الصحيفة أيدت إجراءات السلطة جملة وتفصيلا، وقالت إن هذه الخطوات تساعد على مزيد من الشفافية، وتقضي على الفساد في هذا القطاع الاقتصادي الحيوي، لكن المعارضين لهذه الإجراءات يرون فيها تعديا على خصوصيتهم من قبل الحكومة، كما أن الإعلان عن أموالهم ووضعه في نظام إلكتروني معرض للاختراق والقرصنة من شأنه أن يهدد سلامتهم المالية مستقبلا.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": حكومة رئيسي بلا استراتيجية اقتصادية.. والمسؤولون يعتمدون على الكلام وادعاء الإنجازات
رأى الكاتب والباحث في الشؤون الاقتصادية مهدي بازوكي أن حكومة رئيسي التي تحكم إيران حاليا لا تملك خططا اقتصادية حقيقية، وهي وبدل التخطيط على المدى الكلي والعام تلجأ إلى التخطيط اليومي، وهي طريقة فاشلة في الحكم، ولن تساعد الاقتصاد الإيراني المتأزم.
كما لفت إلى ضعف وزراء الحكومة والمسؤولين فيها، مؤكدا أن هؤلاء الوزراء وبدل أن يعملوا على تقديم الحلول واعتماد السياسات الفاعلة يجتهدون في ادعاء خلق الإنجازات التي لا أصل لها، وغير موجودة على أرض الواقع.
وأوضح بازوكي في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" أن غياب الاستراتيجية لدى الحكومة الحالية هو السبب الرئيس وراء انتشار الفقر واتساع أبعاده، على الرغم من أن صادرات البلاد من النفط قد تضاعفت مرات عدة مقارنة مع الوضع في الحكومة السابقة.
كما أشار الكاتب إلى ادعاء رئيس المناطق الحرة في إيران بأن الصين تعمل على الاستثمار في هذه المناطق بقيمة 100 مليار دولار، في حين أن بكين تستثمر أقل من مليار دولار، مؤكدا أنه لا يمكن إدارة البلاد بالكلام الفارغ والشعارات، وأن هذا النهج قد خلق المشكلات وضاعف الأزمات في البلد.
"آسيا": قيمة التومان الضائعة
تناولت صحيفة "آسيا" الاقتصادية في تقرير لها أزمة العملة الإيرانية وانهيارها غير المسبوق، وانعكاسات ذلك على الوضع الاجتماعي والسلوكي في المجتمع، لافتة إلى أن المواطنين في إيران سواء كانوا خبراء اقتصاديين أو مواطنين عاديين باتوا لا ثقة لديهم بالعملة الإيرانية، لهذا فهم يحولون كل ما يملكونه إلى دولار أو ذهب.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الممارسات من المواطنين في إيران ليس دافعها البحث عن الثراء أو تحقيق مكاسب اقتصادية، وإنما الغاية وراء ذلك هو القلق من فقدان قيمة ما يملكونه من مدخرات نتيجة التراجع المستمر للتومان الإيراني مقابل الدولار الأميركي وبقية العملات الأجنبية.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة ووسائل إعلامها تسعى جاهدة إلى منع توجه المواطنين لشراء الدولار والذهب لكن دون جدوى، لأن المواطن يفكر بالحفاظ على ماله من الانهيار والتبخر اليومي، لافتة إلى أن كثيرا من المواطنين ظنوا سابقا أن الحكومة صادقة بدعايتها في تحسن الوضع الاقتصادية وانتعاش العملة الإيرانية، لهذا أبقوا على أموالهم ولم يحولوها إلى ذهب أو عملة صعبة أو ربما توجهوا إلى أسواق البورصة الحكومية ليكون مصيرهم الخسران والضرر المالي الكبير.
"آرمان أمروز": ظل إحياء الاتفاق النووي يرافق زيارة غروسي إلى إيران
أشارت صحيفة "آرمان أمروز" إلى الزيارة المهمة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى إيران بعد أشهر من تكدر العلاقات بين طهران والوكالة، وحديث المسؤولين الإيرانيين المبطن حول إمكانية صنع قنبلة نووية، وكذلك تحذيرات مدير الوكالة من أن إيران تحتاج إلى أسابيع وليس أشهرا للحصول على اليورانيوم المطلوب لصنع سلاح نووي.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف الرئيس والأول من زيارة غروسي الأخيرة إلى إيران هو زيادة رقابة الوكالة ومفتشي على برنامج إيران النووي، لافتة إلى أن طهران اعتمدت نهج زيادة مطردة بنسبة التخصيب، بالتزامن مع تقليل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك منذ انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي عام 2018.