انتهت الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، في إيران، أمس الجمعة، وسط عزوف شعبي أكبر من الجولة السابقة، على الرغم من دعوات النظام ووسائل إعلامه إلى الحضور والمشاركة.
الصحف الموالية للنظام الإيراني، كعادتها، لا تغطي هذه الأبعاد من الانتخابات، وتقدم روايتها المعروفة دائمًا وأبدًا؛ حيث تزعم أن الإقبال كان كبيرًا، وأن ما تم كان إنجازًا للحكومة والنظام.
ونشرت صحيفة "سبيدار" صورة لصندوق انتخابي وبه عدد من الناخبين، وكتبت: "وفاء الشعب للنظام"، معتبرة أن المشاركة في الانتخابات تعني رضا الناس عن النظام ووفاءهم له.
وتناولت صحف أخرى، في شأن آخر، أزمة الغلاء الفاحش في الأسواق هذه الأيام، بعد موجة الانهيار الأخير في سوق العملة الإيرانية، وتسجيلها أرقامًا قياسية.
وأشارت الصحف، كذلك، إلى تصريحات بعض "مراجع التقليد" ورجال الدين؛ حيث دعوا الحكومة، خلال لقائهم رئيس الجمهورية، إلى العمل على الحد من أزمة الغلاء.
صحيفة "اعتماد" أشارت إلى هذه الدعوات، وكتبت: "مراجع التقليد ينتقدون الغلاء"، فيما نقلت صحيفة "أفكار" كلام مرجع التقليد الشيعي البارز، نوري همداني، الذي قال: "أينما تضع قدمك يتحدث الناس عن الغلاء والمعاناة".
أما صحيفة "جهان صنعت" فنشرت صورة لـ "رئيسي"، ومرجع التقليد، ناصر مكارم شيرازي، وعنونت بالقول: "احتجاج مراجع التقليد".
وتطرقت صحف، في شأن منفصل، إلى تصريحات مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، كمال خرازي، وتأكيده احتمالية تغيير إيران موقفها حيال امتلاك أسلحة نووية، في حال تعرضت المفاعل النووية الإيرانية إلى هجوم من الخارج.
وقال خرازي، في تصريحاته المثيرة للجدل، إن طهران ستغيِّر عقيدتها النووية، إذا تعرضت لهجوم من الخارج، مؤكدة أن إيران تمتلك القدرة على صنع قنبلة نووية.
ورحبت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، بمثل هذه التصريحات وعنونت بالقول: "تغيير الاستراتيجية النووية في ضوء التوتر مع إسرائيل".
ونقلت صحيفة "ستاره صبح" ردود الأفعال حول هذه التصريحات؛ حيث وصفها المتحدث باسم الخارجية الأميركية بأنها "غير مسؤولة"، وأكد أن واشنطن تتعهد بمنع إيران من الوصول إلى أسلحة نووية.
كما نقلت الصحيفة كلام البرلماني السابق، والعضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، أحمد بخشايش، حول السلاح النووي؛ حيث قال إن "إيران حصلت على السلاح النووي"، وأكد: "لقد حصلنا على سلاح نووي، لكننا لا نعلن عنه، أي أن سياستنا العملية هي امتلاك قنبلة نووية، بينما سياستنا المعلنة هي العمل في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة".
وذكرت صحيفة "اعتماد"، في شأن داخلي أنه بحسب الأخبار الرسمية المنشورة، فقد لقي ما لا يقل عن 23 امرأة وفتاة مصرعهن على يد "الزوج أو الأب أو الأخ أو الخطيب السابق" خلال أسبوعين، منذ 20 مارس (آذار)، حتى 4 أبريل (نيسان) الماضيين، موضحة أن هذا الارتفاع في عدد الضحايا يكشف حجم الأزمة المجتمعية الناجمة عن الضغوط الاقتصادية، وضعف التوعية الثقافية في البلاد.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": حكومة "رئيسي" فاشلة والرئيس يحاول الادعاء بأنه أنجح حاكم عرفه التاريخ
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى تهرب الرئيس الإيراني خلال فترة حكومته، التي تجاوزت العامين ونصف العام، من الظهور أمام وسائل الإعلام المستقلة، واختياره وسائل إعلام حكومية وأسئلة معدة مسبقًا من قِبل المقدمين.
وأضافت أن "رئيسي" يتهرب من الصحافيين المستقلين؛ لكي يتمكن من إخفاء الفشل، وسوء الإدارة، وادعاء الإنجازات والنجاح.
وكتبت الصحيفة أيضًا: "مع الأسف وبدل أن يعترف الرئيس بالعجز والفشل في الحكم والإدارة، يدعي أنه أنجح حاكم عرفه التاريخ، ومن جانب آخر يحمِّل الآخرين مسؤولية الفشل والمشاكل.
"اعتماد": انقطاع المسؤولين عن الحقائق على أرض الواقع
انتقد الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقال بصحيفة "اعتماد"، الانقطاع عن الواقع لدى المسؤولين، وعدم اهتمامهم بالحقائق الاقتصادية؛ حيث يدعون أن الأوضاع في البلد على أحسن ما تكون، وأن الحكومة تستمر في "الإنجازات والعطاء".
وأوضح الكاتب قائلًا: "يظنون خطأ أن مثل هذه التصريحات تضخ الأمل في المجتمع؛ لهذا نجد أنهم يضاعفون منها يومًا بعد يوم، وآخر هذه التصريحات هو ما قاله وزير العمل بثقة لا تُصدق مدعيًا: "بحمد من الله ومنّه أصبحنا في المجال الاقتصادي أحد أفضل الاقتصادات في العالم لاسيما في هذه الحكومة!".
وقال عبدي إن مثل هذه التصريحات، من وزير في البلد فيها إهانة لعقول المخاطبين والمتابعين، مؤكدًا أن المواطنين في إيران عند سماعهم مثل هذه التصريحات يتيقنون بأنها تأتي من باب المزاح والسخرية أو محاولة لإرضاء المسؤولين الكبار.
"اقتصاد بويا": زيادة الاحتيالات وسط غياب الرقابة
أشارت صحيفة "اقتصاد بويا"، في تقرير لها، إلى الانتشار الواسع لحالات الاحتيال والنصب في الخدمات والأسواق الإلكترونية، وذلك بسبب غياب الرقابة الحكومية وضعف القوانين في هذا القطاع، الذي أصبح يشكل ركيزة أساسية في حياة المواطنين.
واستشهدت الصحيفة بقصة شركة "كورش" للهواتف الذكية، التي قام مسؤولوها بعمليات احتيال كبيرة، قبل أن يلوذ مديرها بالفرار إلى خارج البلاد، حاملًا معه المليارات من أموال المواطنين وزبائن الشركة المفترضين.
كما لفتت الصحيفة إلى أن شركة "كورش"، وقبل قيامها بالنصب والاحتيال، كانت تواجه العديد من الشكاوى والدعاوى القضائية (تُقدر بـ 400 دعوى قضائية ضدها)، لكن لم يهتم أحد بهذه المظالم؛ مما سهَّل على الشركة المُضي في عملية احتيالها حتى النهاية، موضحة أن بعض الشركات الكبرى اليوم تمارس نفس سلوك الشركة السابقة، لكن مع ذلك لا تهتم السلطات بهذه المفاسد، وقد تتكرر قصة شركة "كورش" في الأيام والأسابيع المقبلة.
وقال الباحث أحمد قرائي مقدم، للصحيفة، إن الإهمال وغياب الرقابة من قِبل السلطات ملحوظ في جميع القطاعات، وفي ظل هذه الحالة لا يمكن أن نتوقع اختفاء الاحتيالات الإلكترونية، بل من المتوقع جدًا أن تزداد هذه الحالات كثرة وانتشارًا.