تستمر الانتقادات لحكومة الرئيس الإيراني الجديد بعد أن رشح مجموعة من التقليديين أو المحسوبين على التيار الأصولي الذي خسر الانتخابات، وقد وصلت هذه الانتقادات إلى مستويات عالية، بلغت اتهام بزشكيان بإبرام صفقة مع النظام من أجل البقاء فترة أطول في الحكم.
هذه الانتقادات والامتعاض المستمر من قبل الإصلاحيين دفع الرئيس بزشكيان يوم أمس لنشر توضيح في وسائل التواصل الاجتماعي، طلب فيه من المواطنين "الصبر" و"انتظار عمل الوزراء" قبل أن يقوموا بنقد هذه التشكيلة الوزارية، موضحا أنه اختار هؤلاء الأفراد لكي يضمن "الوفاق الوطني" في هذه المرحلة التي تمر بها إيران.
صحف الإصلاحيين أبرزت منشور بزشكيان في عناوينها الرئيسية، وكتبت صحيفة "آرمان ملي" في مانشيتها، اليوم الأربعاء 14 أغسطس (آب): "يكفي تذمرا.. اُصبروا"، وعنونت "هم ميهن" بالقول: "دعوة بزشكيان إلى الصبر والانتظار"، وأشادت الصحيفة برد بزشكيان ووصفته بـ"المهذب"، كونه لم يتهم المنتقدين بـ"العمالة للأجانب" أو "التأثر بالدعاية الأجنبية"، كما كان يفعل السابقون، وكتبت "ابتكار": "بزشكيان يسمع الانتقادات".
في شأن آخر سلطت بعص الصحف مثل "ستاره صبح" الضوء على احتجاجات الممرضين المستمرة منذ أكثر من أسبوع، وذلك للتنديد بسوء الأوضاع الاقتصادية، ورفض المسؤولين مطالبهم المالية والوظيفية، حيث يطالبون بتحسين أجورهم وضمان بيئة عمل آمنة نفسيا وجسديا.
الصحيفة أشارت إلى أن حالة من الشلل أصابت بعض المستشفيات في مدينة شيراز نتيجة إضراب الممرضين منذ أيام، كما لفتت إلى تصريحات "استفزازية" من رئيس جامعة "شيراز" للعلوم الطبية، الذي قال إنه سيتم فصل جميع الممرضين الذين شاركوا في الإضرابات الأخيرة.
في شأن آخر سلطت صحيفة "روزكار" الضوء على إعلان حملة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، بحدوث اختراق للوثائق الداخلية لحملته، وتوجيه أصابع الاتهام إلى النظام الإيراني.
الصحيفة أشارت كذلك إلى ما كشف عنه مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" أنه يجري تحقيقًا في هذا الصدد، وعنونت في صفحتها الأولى بخط عريض: "مكتب التحقيقات الفيدرالي يبدأ التحقيقات حول ادعاء ترامب ضد إيران".
والآن نقرأ المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"هم ميهن": تشكيلة بزشكيان الوزارية محاولة لعدم الصدام مع "منظومة الحكم الصلبة"
دافع الكاتب والمحلل السياسي محمد مهاجري عن التشكيلة الوزارية التي أعلن عنها الرئيس مسعود بزشكيان، بعد انتقادات واسعة ضد الرئيس الجديد واتهامه بالإجحاف بحق الإصلاحيين، ومداهنة التيار الأصولي، من خلال تعيين عدد من الوزراء من المنتمين لهذا التيار.
مهاجري رأى أن بزشكيان حتى الآن يعمل بحذر، كونه يدرك بأن فوزه لم يكن كاسحا من جهة، ومن جهة أخرى لا يريد الصدام مع منظومة الحكم الصلبة في إيران، لهذا قام باختيار وزراء من كل الأطراف، في محاولة منه لتجنب الصدامات والخلافات الداخلية.
كما ذكر الكاتب أن بزشكيان يدرك بأن هؤلاء الوزراء ينبغي أن ينالوا ثقة البرلمان، المسيطر عليه من قبل الأصوليين، لهذا فإن اختيار وزراء إصلاحيين بشكل كامل يعرض هذه التشكيلة الوزارية لخطر الرفض من قبل البرلمان، لا سيما وأن نسبة المتطرفين من بين داخل التيار الأصولي في البرلمان ليست بالقليلة، وهؤلاء المتطرفون لهم دور حاسم في تزكية أو رفض الوزراء المرشحين.
ودعا الكاتب الإصلاحيين إلى الواقعية، وأن يتذكروا بأن فوز بزشكيان على منافسه الأصولي لم يكن بفارق كبير حتى يتم تشكيل حكومة إصلاحية 100 في المائة، ويجب أن تكون الحكومة غير جدلية ولا تدخل في معارك وصراعات جانبية.
"ستاره صبح": بزشكيان انهزم أمام الأصوليين في بداية المشوار
أما الكاتب والمحلل السياسي، عطا تقوي أصل، فرأى أن بزشكيان قد انهزم أمام الأصوليين في بداية المشوار، لافتا إلى أن حكومة بزشكيان وجهت صدمتين في نقطة البداية، أولها التشكيلة الوزارية الغريبة التي قدمها الرئيس، والثانية استقالة ظريف من الحكومة، ما خلق صدمة لدى الناخبين الذين صوتوا لبزشكيان قبل أسابيع قليلة.
وانتقد الكاتب بزشكيان، وقال إنه كان ينبغي عليه أن لا يرضخ سريعا للأصوليين، داعيا النظام إلى تخفيف الضغوط على الرئيس الجديد كونه جاء لمصلحة النظام أولا وأخيرا.
وقال لصحيفة "ستاره صبح": "على النظام أن يدرك بأنه إذا ما فشل الرئيس بزشكيان وحكومته، فإن الشعب الإيراني لن يعود مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، ولن يشارك في الانتخابات".
وتساءل الكاتب عن السبب الذي يدفع الرئيس بزشكيان لكي يسلم أهم الوزارات لأكثر الأصوليين تشددا وأبعدهم عن وعوده الانتخابية، لافتا إلى أن بزشكيان لو أصر على الوزراء والشخصيات التي يريدها لنال شعبية بين الإيرانيين.
ودعا تقوي أصل الرئيس الإيراني إلى تدارك الأمر قبل فوات الأوان، ومحاولة إقناع ظريف بالعودة إلى الحكومة، معتقدا أن وجود ظريف في الحكومة- بغض النظر عن منصبه- كان يعطي بارقة أمل في تحسين سياسة إيران الخارجية.
"آرمان أمروز": طهران لن تنجر إلى حرب واسعة النطاق مع القوى الكبرى
أشار المحلل السياسي، يد الله كريمي بور، في مقال بصحيفة "آرمان أمروز" إلى إلغاء جميع شركات الطيران الدولية تقريبًا رحلاتها إلى إيران ولبنان وإسرائيل، والاستعدادات الإسرائيلية التي دفعت لإلغاء القوات الجوية الإسرائيلية إجازة الموظّفين، والطلب من عسكرييها في أذربيجان وجورجيا العودة فورًا.
وذكر كريمي بور أن وكالات الأنباء تدعي باستمرار أن الرد الايراني ورد حزب الله سيكونا قبل الخميس 15 أغسطس (آب) على أقصى تقدير، مشيرا إلى أن أكثر الخبراء تفاؤلاً يعتقد بأن الرد وتطور الأمور إلى حرب إقليمية كبرى أمران لا مفرّ منهما.
واعتبر الكاتب أنه رغم كل ذلك، إلا أن إيران باتت خبيرة في عدم إيصال الأمور للحرب، وأن كبار صنّاع القرار في طهران تعلموا جيدًا أساليب الابتعاد عن حرب واسعة النطاق مع القوى الكبرى.