تستمر هجمات وانتقادات الصحف الأصولية في إيران ضد الرئيس الجديد، بعد أسابيع من الود والغزل المتبادل بينهما، وذلك بسبب تصريحات بزشكيان أمام البرلمان، والتي كشف فيها عن دور المرشد في تعيين الوزراء، أثناء دفاعه عن تشكيلته الوزارية.
الصحف الأصولية، مثل "جوان"، قالت إنه كان الأحرى برئيس الجمهورية أن لا يشير إلى التشاور بينه وبين المرشد في عملية إعداد القائمة الوزارية، مضيفة أن الرئيس بزشكيان "ليس متكلما جيدا"، وهو ما كان السبب وراء كشفه لما ينبغي أن لا يكشفه بالعلن.
في سياق متصل بالحديث عن حكومة بزشكيان، رأت صحيفة "جمله" أن الرئيس الإيراني نجح حتى الآن في منع التوتر الداخلي من خلال تشكيله حكومة "وفاق وطني"، لكن المهمة الأهم حاليا تتمثل في خفض التوتر الخارجي الذي تواجهه إيران، ويجب أن يبذل كل ما يستطيع لتحقيق هذا الهدف، الذي قد يكون أكثر أهمية من التوتر والخلافات الداخلية، حسب الصحيفة.
في شأن آخر أشادت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، بهجوم حزب الله على إسرائيل، فجر الأحد، واصفة ذلك بـ"الفضيحة الكبيرة" لإسرائيل وجهازها الاستخباراتي، معتبرة أن الكيان قد مني بهزيمة مدوية يوم أمس، دون أن تشير ما هي الخسائر أو "الإنجازات" التي حققها الهجوم الأخير.
وأشارت الصحيفة إلى إعلان إسرائيل حالة طوارئ لمدة 48 ساعة، وإلغاء بعض رحلات الطيران، وربما تكون هاتان الحالتان هما المكسب الذي تعتبره الصحيفة الإيرانية إنجازا لما يمسى بمحور المقاومة، وهزيمة مدوية لإسرائيل التي أكدت في المقابل تصديها لكافة المقذوفات والمسيرات التي أطلقها الحزب اللبناني، مستهدفا بها بلدات حدودية مع لبنان.
صحيفة "شهروند" أيضا سارت على نفس المنوال، وبالغت في الثناء على حزب الله وهجومه الأخير، مستشهدة ببعض ما جاء في خطاب حسن نصر الله يوم أمس، الذي برر تأخر رد الحزب على إسرائيل بإعطاء فرصة للمفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار، وكذلك لخداع أميركا وإسرائيل اللذين كانا على أهبة الاستعداد في الأيام الأولى من اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر.
على صعيد العلاقة بين إيران والغرب تناولت صحيفة "آرمان ملي" تصريحات وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي، التي حسم فيها احتمالية إحياء الاتفاق النووي بصيغته الحالية، رغم أنه لم ينف التوصل إلى شكل آخر للاتفاق.
الصحيفة نقلت عن الخبير في العلاقات الدولية مهدي مطهرنيا تأكيده أن الاتفاق النووي في حكم "الميت"، ولن يتم إحياؤه مهما حدث من محاولات وإجراءات.
صحيفة "جمله" أيضا سلطت الضوء في تقرير لها إلى المخاوف بين النشطاء الاقتصاديين الإيرانيين من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وآثار ذلك على الوضع في إيران، مؤكدة أن ترامب سيكون أكثر نشاطا فيما يتعلق بالتعامل مع الحالة الإيرانية، وأنه سيبذل كل جهده لمنع طهران من تصدير نفطها إلى العالم.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"دنياي اقتصاد": مظاهرات الممرضين "غير مسبوقة" في المائة عام الأخيرة
وصفت صحيفة "دنياي اقتصاد" مظاهرات وإضرابات الممرضين في إيران بـ"غير المسبوقة"، لافتة إلى أن إصرار الممرضين هذه المرة مختلف عن السابق، وأنهم عازمون على الاستمرار حتى تحقيق مطالبهم.
وذكرت الصحيفة أن هناك 4 مطالب رئيسية لهؤلاء الممرضين، وهي: تنفيذ قانون لوائح خدمات الممرضين، ومراعاة الحالات الاستثنائية والخاصة، وتطبيق قانون الارتقاء الوظيفي، والرابع يتعلق بالتسهيلات والخدمات والرفاهيات المقدمة لهم.
وأوضحت الصحيفة أن الممرضين يشكون من غياب الرقابة على تنفيذ القوانين التي وضعت لصالحهم، ما جعل الكثير من هذه القوانين واللوائح في غير صالحهم، وضد مصالحهم المهنية والوظيفية.
ونقلت الصحيفة عن مدير بيت الممرض محمد شريفي مقدم قوله إن "احتجاجات الممرضين غير مسبوقة في الـ100 سنة الأخيرة"، موضحة أن مطالب الممرضين التي يرفعونها على اللافتات واضحة وصريحة، وهي تتلخص في المطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والاقتصادية.
"جوان": بزشكيان ليس متحدثا ماهرا وأخطأ في حديثه عن دور خامنئي في تشكيل الحكومة
هاجمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، الرئيس مسعود بزشكيان بسبب حديثه عن التنسيق بينه وبين خامنئي لاختيار الوزراء، وقالت في عددها الصادر اليوم الاثنين 26 أغسطس (آب): "رئيس الجمهورية ليس متحدثا ماهرا، وقد أقر بذلك شخصيا، ولهذا فإن تصريحاته قد تكون ناتجة عن هفوات، وهي هفوات أدت إلى انتشار مفاهيم مغلوطة لدى الرأي العام".
وأضافت الصحيفة: "الحقيقة هي أن علاقة المرشد بالحكومة هي كالسابق خلال السنوات الماضية ولم تتغير، فرئيس الجمهورية هو من يختار الوزراء، ثم إذا كانت هناك ملاحظات فإن المرشد يقدمها لاحقا، وهكذا كان الحال في حكومة بزشكيان".
"جمله": عودة ترامب ستعني إنهاء الآمال بإحياء الاتفاق النووي
قال الكاتب والمحلل قاسم محب علي في مقابلة مع صحيفة "جمله" إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تعني اختفاء الآمال بمعالجة الأزمات الإيرانية الصغيرة والكبيرة، كما أن عودته تعني انتهاء أي آمال وحظوظ بإحياء الاتفاق النووي، الذي أعيد الحديث عنه بقوة بعد فوز التيار الإصلاحي في إيران.
كما رأى الكاتب والمحلل السياسي أن عودة ترامب ستسد كافة منافذ الاقتصاد العالمي على إيران، لأن ترامب سيسعى جاهدا لتصفير صادرات النفط الإيراني، وسيهدد كل دولة تتعامل مع طهران اقتصاديا، معتقدا أن دولا مثل روسيا والصين أيضا ستحجم عن التعامل الاقتصادي أو ستقلل حجم تعاملها بشكل كبير خشية العقوبات الأميركية.
وقال محب علي للصحيفة أيضا: "على صناع القرار في إيران أن يأخذوا هذه القضية بعين الاعتبار سواء كان ترامب هو الرئيس أو لم يكن، وأن يعملوا على رفع العقوبات، مهما كانت التكاليف، وأؤكد مرة أخرى مهما كانت التكاليف".
وأضاف أن القضية الأخرى المهمة أمام طهران هي "العودة إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، والسماح للبنوك الإيرانية بالتعامل المصرفي مع العالم".