لا يزال الجدل حول الرد أو عدم الرد محتدما بين الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر (تشرين الأول)، باختلاف انتماءاتها وتوجهاتها السياسية، على ما تقوم به إسرائيل ضد إيران وحلفائها من المليشيات والجماعات المسلحة.
وكان آخر الضربات التي تلقاها محور إيران هو مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله ومجموعة من القياديين في الحزب، بالإضافة إلى قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان عباس نيلفروشان.
صحف مثل "كيهان"، القريبة من المرشد، لفتت إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين مثل الرئيس بزشكيان ومساعده للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، اللذين قالا بأن طهران تعرضت لخدعة من الغرب، الذي وعد طهران بعد حادث إسماعيل هنية، بإنهاء الحرب في غزة، ووقف إطلاق النار، مقابل امتناع إيران عن الرد على إسرائيل.
الصحيفة قالت إن هذه الحكومة أيضا خُدعت بالغرب ووعوده، كما خُدعت في السابق حكومة حسن روحاني التي أبرمت الاتفاق النووي عام 2015.
صحيفة "آكاه" نشرت صورا لرؤساء أميركا السابقين الذين عاصروا "الجمهورية الإسلامية"، وعنونت تحت صورتهم بالقول: "الثقة المضرة"، لافتة إلى أن جميع الوعود التي أعطاها الرؤساء الأميركيين لإيران خلال هذه الفترة كانت "كاذبة"، كما كتبت في عنوان آخر في الصفحة الرئيسية: "لا للمصالحة.. لنستعد للجهاد".
في المقابل هناك صحف مثل "فرهخيتكان" ترى أن هذه الدعوات الحثيثة للرد على إسرائيل ليست من باب الحرص على مصالح إيران الوطنية، وإنما هناك أطراف في الداخل لا تزال تسعى لتصفية حسابات سياسية من حكومة بزشكيان، بعد هزيمتهم في الانتخابات الرئاسية الماضية.
وقالت الصحيفة إن أي رد عسكري من قبل إيران يجب أن يأتي في إطار استراتيجية واسعة وبعيدة المدى، مقترحة أن تقوم طهران باستغلال الأدوات الدبلوماسية والإعلامية للتعامل مع هذا الملف الشائك.
في شأن آخر هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد خطابه يوم أمس الاثنين الذي خاطب به الإيرانيين، ووعدهم بـ"التحرر في المستقبل القريب من النظام الذي ينفق دولارات الشعب الإيراني على زعزعة الاستقرار في المنطقة". الصحيفة قالت إن نتانياهو هو الغارق في الفساد، وهو يحاول إطالة أمد الحرب من أجل ضمان أطول فترة له في الحكم.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": إيران تعرضت لخدعة من الغرب حول الرد على إسرائيل
قالت صحيفة "كيهان" الإيرانية، القريبة من المرشد، إن طهران تعرضت لخداع من قبل الغرب، موضحة أن عاملين يقفان وراء هذا الأمر؛ الأول أن إيران أكثرت من تأكيدها بعدم الوقوع في "فخ" إسرائيل، وأن تكرار هذه الأدبيات جعل الإسرائيليين يثقون بعدم رد طهران.
أما العامل الثاني هو ما صرح به رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، الذي قال إن قادة الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وعدوا طهران بإنهاء الحرب في غزة، والتوصل لوقف إطلاق النار، مقابل امتناع إيران عن الرد على مقتل إسماعيل هنية في طهران.
وأضافت الصحيفة أن عمليات الخداع هذه أوهنت إرادة النظام الإيراني في الرد، موضحة أن هذا الخداع يشبه الخداع الذي تعرضت له حكومة الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني ودبلوماسيته بقيادة محمد جواد ظريف، إذ إنهما وثقا بأميركا والترويكا الأوروبية، ليبرما اتفاقا غير متوازن يعتمد على الوعود فقط.، حسب الصحيفة الأصولية.
"جمهوري إسلامي": أفضل خيار هو التخلي عن فكرة الانتقام من إسرائيل وإصلاح الأخطاء ومواطن الضعف
قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إنه وفي ظل الظروف الراهنة التي تعيشها إيران على كافة الأصعدة، فإن التخلي عن نظرية الانتقام والثأر من إسرائيل يعتبر قرارا صائبا ومنطقيا، لأن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها يريدون توسيع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، وتوريط إيران فيه.
ورأت أن هذه الأطراف تحاول تحقيق أهدافها التوسعية، وهذا ضد مصالح دول المنطقة، بما فيها إيران ومحور المقاومة، الذي بات أمام مصير مجهول.
وأضافت الصحيفة أن على محور المقاومة أن يعيد ترميم صفوفه وإصلاح الثغرات ونقاط الضعف لديه، والبحث عن طرق صحيحة لمواجهة إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن أهم ما يجب على إيران القيام به في هذه المرحلة هو النهوض بالدبلوماسية السياسية التي تعاني من الهوان والضعف، مؤكدة أن الدبلوماسية القوية هي الطريق الوحيد لمنع المؤامرة المشتركة التي تقوم بها الدول الغربية وإسرائيل ضد إيران وحلفائها.
"خراسان": خطة لاحتواء إيران عبر إضعاف أذرعها في المنطقة
قالت صحيفة "خراسان" إن الغرب بدأ يسلك خطة جديدة لاحتواء إيران، تتمثل هذه المرة بإضعاف وضرب أذرعها الإقليمية، بعد أن كان الاهتمام منصبا على برنامج طهران النووي والصاروخي، لافتة إلى التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد حزب الله باعتباره أحد هذه الأذرع وأقواها شوكة.
الصحيفة لفتت أيضا إلى تصريحات جاريد كوشنر، كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة الأميركية سابقا، حول أهمية اغتيال نصر الله والتصعيد الإسرائيلي الأخير ضد حزب الله، معتبرا أنه نقطة تحول في مسار ضرب المنشآت النووية الإيرانية والهجوم عليها في المستقبل.
وأوضحت الصحيفة أن مسار الأحداث يكشف أن إسرائيل ستتجه بعد حزب الله إلى باقي أذرع إيران في سوريا واليمن والعراق، لكي تضعف طهران وتغير توازن القوى بالشرق الأوسط.
ورأت الصحيفة أن الدول الغربية كانت في السابق تنوي إضعاف برنامج إيران النووي بداية، لكنها الآن قررت تغيير الخطة، حيث قررت الآن البدء بالجماعات الموالية لطهران، لتتفرغ لاحقا لمعالجة أزمة إيران النووية، سواء بالطرق السلمية أو بالهجمات.